قد يشغل كلّ أمّ سؤال واحد جوهري وهو “كيف أنمّي ذكاء طفلي؟” ، والجواب على ذلك بكلّ بساطة هو أن الطّفل نفسه حريص على التعرّف على الحياة والتعلّم؛ لذلك هو يسأل الكثير من الأسئلة كلّ يوم، ودور الأم هنا هو توفير المعلومات الجديدة والقيّمة لطفلها تُجيب على اسئلته، وأن تقدّم بطرق مختلفة تُشعره بمتعة التعلّم.
ومن المعروف أن القراءة مهمّة جداّ لإكساب الطّفل معلومات جديدة وقيّمة كلّ يوم، ولكنّ الطّفل يفضّل أكثر قضاء وقت فراغه في اللّعب أو المشاهدة على الأجهزة والألواح الالكترونية. ولتلك الأسباب أصبح من الضروري أن تكون مكتبة المنزل أكثر حداثة ومواكبة لمتطلّبات الأطفال في هذا الوقت من الزمن؛ ويتحقّق ذلك بأن تكون هذه المكتبة الكترونية أيضاً، وتحتوي على الكتب المقروءة للأطفال بالطّبع ولكن لا تخلو من الكتب المسموعة، كما يجب أن يكون محتوى هذه الكتب مفيداً؛ كقصص الأطفال التي تعمل على إكسابهم هوايات جديدة.
الاستماع للكتب الصّوتيّة له فوائد عديدة، فهي تعليميّة وممتعة ومسليّة، وتزيد من فرح الأطفال بالقراءة، ويمكن الاستفادة منها في أوقات الفراغ. كما يتيح سماع الكتب إمكانيّة تعلّم كيفية نطق الكلام والقراءة وتعلّم الحروف الهجائية للأطفال، وتحسين كفاءة اكتساب اللّغة ومعرفة القراءة والكتابة للأطفال ولمن تكون اللّغة العربيّة لغة ثانية لهم.
عند الاستماع بانتظام إلى الكُتب الصّوتيّة، سنصل إلى تطوير مهارات اللّغة كالآتي:
- زيادة دقّة القراءة وصحّتها نتيجة سماع النّطق الصّحيح للكلام بنسبة 52%.
- زيادة سرعة القراءة، اكتساب مفردات جديدة، وتحسين قدرة التّحدّث بطلاقة.
- تعلّم طريقة لفظ الكلمات.
- تحسين عمليّة الفهم والاستيعاب بنسبة 76%.
- زيادة نتيجة اختبارات الكتب بنسبة 21%، بفضل التّعلّم من خلال الوسائط المتعدّدة.
والكتب المسموعة مواضيعها متعددة، حالها كحال الكتب المقروءة؛ ولكن من بين تلك المواضيع المختلفة هناك ما يلائم الأطفال أكثر من غيره ويقدّم فائدة كبيرة للأطفال عندما يُسمع سماعاً، خصوصاً إذا كان ذلك مترافقاً مع القراءة جنباً إلى جنب. ومن بين هذه الأشكال ما يلي:
* كتب تعلّم الّلغة:
لا تستطيع الكتب المقروءة تعويض الفائدة التي تقدّمها الكتب الصوتية في مجالات تعليم اللّغات، فسماع الكلمات يلعب دور المعلّم في طريقة تعليم الأطفال كيفية النطق السليم لها وبالتالي استخدامها بالشّكل السليم. كما أن تعلّم ابجديّات الحروف والحروف الهجائية للأطفال قد لا يكون ممكناً دون سماعها صوتياً.
* القصص الهادفة للأطفال:
عندما تتعدد سبل إيصال المعلومة إلينا يصبح فهمنا لها أفضل، فلا بد أن بعض مشاهد الأفلام ما زالت عالقة في ذهننا إلى وقت بعيد لأننا شاهدنا تلك الأفلام وسمعناها مستخدمين حاستي النظر والسمع لدينا فقمنا بفهم الأحداث بشكل واضح. وكذلك هو استماع الأطفال إلى القصص الهادفة بالتزامن مع قراءتها؛ فالقراءة وحدها جميلة وذات فائدة كبيرة ولكن سماع تلك الكتب يجعل قدرة الطّفل على تخيّل الأحداث أكبر وبالتّالي تذكّر القصّة حتّى فترة طويلة، تماماً كمن يشاهد فيلماً في خياله الخاص.
* قصص ما قبل النوم للأطفال:
عندما يخلد الأطفال إلى النوم لا يكون بمقدورهم القراءة، لذلك لا بدّ من أن يروي لهم أحد الأبوين قصّة ما قبل النوم. ولقصّة ما قبل النّوم فوائد عديدة وعميقة على شخصيّة الطّفل؛ إذ تعمل على توسيع مجال الخيال لدى الطّفل مما يزيد من إبداعه، كما أنّها تعزّز من ثقته بنفسه، وتجعله أكثر تقبّلاً لسماع النصائح وفهمها. وفي هذا الصدد، نستطيع القول أن القصص الصّوتيّة للأطفال هي إضافة لا غنى عنها وهخصوصاً عندما تلعب دور قصص ما قبل النّوم.
ومن أكثر التطبيقات الالكترونية تجسيداً لما سبق تطبيق “أقرأ بالعربية” وتطبيق “أتعلّم بالعربية” ، وهي تطبيقات لتعليم الّلغة العربية للأطفال، حيث يحتوي تطبيق “أقرأ بالعربية” على أكثر من 700 كتاب في الّلغة العربية للقراءة والإستماع تختلف مواضيعها باختلاف الفئة العمرية للطّفل بين قصص قصيرة وقصص هادفة للأطفال وكتب أخرى تساعد على متعة التعلّم عند الأطفال وإكسابهم هوايات مفيدة وجديدة. أماّ تطبيق “أتعلّم العربية” فهو تطبيق يساعد على تعلّم اللّغة العربيّة للفئات السنيّة الصّغيرة أو لغير الناطقين بها، وذلك من خلال كتب صوتيّة عربيّة ومواضيع لتعليمهم أبجديات الحروف والحروف الهجائيّة والكلمات الأساسيّة التي تختلف وتتطوّر بتطوّر مستوى الطالب.
تُعدّ الكتب الصّوتيّة بديلًا رائعًا للأطفال الخجولين من القراءة، والّذين يتعلّمون لغة ثانية غير لغتهم الأمّ، أو الّذين يفتقرون ببساطة إلى الحافز لالتقاط كتاب والقراءة منه.
علاوة عن الفوائد المحُقّقة والمهارات التي يمكن تطويرها من خلال اعتياد سماع الكتب الصوتية، هناك العديد من الحقائق المدهشة التي ستجعلك أكثر ايماناً بأهميّة الكتب المسموعة للعملية التعليمية لدى الأطفال:
- 27 ٪ من الطّلبة خلال مرحلتي رياض الأطفال وصولًا إلى مرحلة الثّانويّة العامّة هم متعلّمون سمعيّون.
- يمكن للطّلبة الاستماع إلى مستوى قراءة أعلى بمرحلتين من مستواهم -وفهمه أيضا- عند الاستماع بانتظام إلى الكتب الصّوتيّة.
- يؤدي الجمع بين النّصّ المكتوب والمسموع إلى زيادة نسبة التّذكّر واسترجاع المعلومة بنسبة 40٪ مقارنةً بالنّصوص المكتوبة فقط.
الاستماع هو أوّل مهارة نكتسب اللّغة من خلالها، وحوالي 85% ممّا نتعلّمه يكون من خلال الاستماع؛ لذلك الكتب الصوتيّة هي أفضل وسيلة لاكتساب اللّغة وتعلّمها، خصوصًا لأولئك الأطفال الّذين يُعانون من صعوبة في القراءة، حيث تجعل عمليّة اكتساب اللّغة أسهل وأكثر متعة.
هناك أسباب لا حصر لها تجعل للكتب الصوتيّة جزءًا أساسيًّا من وقت التّعلّم، حيث تمكّن الأطفال من القراءة والاستمتاع بمحتوى الكتب في أيّ مكان وزمان!
نأمل أن تشجّع طلبتك على الاستماع للكتب الصّوتيّة الممتعة على تطبيق ومنصّة إقرأ العربيّة.