قد يتمكّن أبناؤنا من القراءة بمفردهم، إلّا أنّ القراءة التّشاركيّة الّتي يكلّف المعلّم طلّابه بها، لا تقلّ أهمّية عن القراءة الفرديّة. إذ أنها تقدّم لنا مساحة تفاعليّة متميّزة.
نحن كآباء وأمّهات، ينصبّ اهتمامنا على تطوير أطفالنا في الصّفات الإيجابيّة المرتبطة بمهاراتهم الذّهنيّة والجسديّة، إلى جانب عنايتنا بتوفير الفرص الكافية لهم ليستمتعوا بكلّ تجربة يمرّون بها.
ولا شكّ أنّ تعويد الأطفال على القراءة ومشاركتنا لهم هذه العادة، يسهم بشكل كبير في تعزيز مهارات التّفكير وتطويرها لديهم، خاصّة تغذية التّفكير النقديّ والقدرة على التّفكير بعمق حول كتاب أو موضوع محدّد.
ولأنّ مهارات التّفكير لا تُكتسَب بين عشيّة وضُحاها، وإنّما تحتاج إلى أدوات عدّة لتُبنى وتتطوّر، فجلسات النّقاش والتّعبير عن الآراء والتّجارب الّتي تتخلّل جلسات القراءة، تعدّ بُذورًا صالحة لتنمية مهارات التّفكير المتمثّلة بحلّ المشكلات، وطلاقة التّفكير، والتّفكير فوق المعرفيّ. أي أنّ القراءة التشاركيّة تسنح لأبنائنا فرصة اختبار بوابات التّفكير كافّة. لذا تعالوا لنستعرض لكم بعضًا من هذه المفاتيح الّتي يمكننا اختبارها معهم.
المفتاح#١ دعم اختياراتهم للكتب الّتي سنقرأها معًا، ومن ثَمّ معرفة سبب اختيارهم لها، لتوفير مساحة خاصّة لهم للتّعبير عن الأسباب الّتي قادتهم لاختيار هذا الكتاب دون غيره.
المفتاح #٢ تكليفهم بالقراءة للعائلة بصوت مرتفع، وهذه الاستراتيجية تمنحهم فرصًا أكبر للتّعامل مع الكتب الأكثر تحدّيًا. فقد تحتوي هذه الكتب على موضوعات أو أحداث أكثر تعقيدًا. فقراءة هذا النّوع من الكتب بالأسلوب التفاعلي يخدم الأطفال في مراحل رياض الأطفال والسنوات الابتدائية، ويساعد على تعليم المثابرة لمن هم في المراحل اللاحقة، كما ويوفّر مساحة واسعة ومريحة للحوار والتّعبير عن الذّات.
المفتاح #٣ القراءة تدفعنا للتّأمّل، وذلك بتوفير الوقت لمساعدة أبنائنا على التّأمّل فيما قرأناه للتّوّ. وقد تتضمّن المناقشات التحدّث عمّا تُخبرنا به تصرّفات إحدى الشّخصيّات، أو عن المغزى من الكتاب. ممّا يعني ذلك مساعدة أبنائنا على التّفكير خارج حدود النّصّ، بحيث يتمكّن من ربطها بذاته، وهذا يعني أيضًا طرح المزيد من الأسئلة المفتوحة الّتي تصل بنا إلى إجابات متعدّدة وذات بصمة خاصّة.
المفتاح# ٤ القراءة التّشاركيّة هي فرصة لتغذية الذّكاء العاطفيّ لدى أبنائنا، من خلال جلسات النّقاش المتعمّقة حول كتاب ما، والذي سيدفعهم للإفصاح عن مشاعرهم ومواقفهم بحرّية. كما ستمنحنا في الوقت نفسه الفرصة لتوجيه القيم الإيجابيّة وتعزيزها في نفوسهم، والمساهمة في تطوير مهارات التّفكير النّقديّ لديهم، وهذا كلّه سيحمله معه مدى الحياة.
ولتؤدّي هذه المفاتيح غايتها، لا بدّ لها من بوّابة، فإنّ منصّة أقرأُ بالعربيّة ستمنحنا بوّابة واسعة لنطلّ من خلالها على كمّ هائل من النّصوص السّرديّة والمعرفيّة الّتي يمكن قراءتها والاستماع إليها، فستكون بمثابة بوابة واسعة تمنحنا فرصة تحقيق مبتغانا، وتساعدنا في إنجاح مسعانا في تعزيز مهارات التّفكير لدى أبنائنا سواء أكانوا من الناطقين بالعربية أو من غير الناطقين بها.